في الحديث عن الخير والشر تتشعب الأفكار وتختلف طرق وزوايا ورؤى التناول والطرح ، ولكن بما إن الخير والشر مفهومان بشريان ، فإني أعتبر مستوى الازدهار البشري هو معيارهما الأنسب والأكثر وضوحا وواقعية ..
في حديث كثير منا عن الخير والشر يطرحانهما على إنهما مسألتان غامضتان لا يمكن توضيحهما ، لكن بتصوري ذلك ليس دقيقا !
بمعنى آخر ؛ نعم هناك جدل وخلاف لكن ليس بسبب عدم وضوح الخير والشر بذلك المستوى المطروح ، بل بسبب تأثير المعتقدات المقدسة على تقييم الأمور الواضحة والحقائق الواقعية ..
فمثلا لن يختلف أحد على إن العدل خير والظلم شر ، بل يمكن اعتبار ذلك حقيقة على مستوى الازدهار البشري في العالم المعاصر ..
ومع ذلك نجد من يسعى بالظلم محققا نموذجا شريا بامتياز وهو مرتاح البال والضمير !
وحتى نعرف السبب يمكن معادلة الخير والشر بالعلم والجهل ، فكلما زاد العلم وانخفض الجهل زاد معه الخير وانخفض الشر ، فالجهل هو السبب الرئيس الذي يجعلنا نقبل ما يناقض الخير في التجارب البشرية الواعية التي أنتجت العلم ورفعت مستوى العدالة والازدهار البشري وتنمية الإنسان المسالم بمختلف أعراقه وأجناسه ومظاهره وميولاته ..
وبالرغم من وجود نسبة عالية من حملة الشهادات العلمية الأكاديمية بمختلف المجالات والتخصصات ، فإن كثيرا منهم لا يجد شرا في ظلم إنسان مسالم بناء على مظهره المختلف أو عقيدته ، بل قد يؤيد قتله لأنه بدّل دينه أو اختلف بميوله الجنسي أو عبر عن رأي يتصادم مع السائد ..
لأن عقائدنا المقدسة تابعة للجهل وليس للعلم ، فنحن رغم شهاداتنا الأكاديمية العلمية المنتشرة بين أفراد المجتمع ، نجدها لا تساوي شيئا مقابل قداسة عقائدنا الموروثة من العصور الرجعية والمبنية على الجهل المقدس بلا علم ولا حقيقة ولا برهان ، وتقديس تلك العقائد كفيل بإفساد التفكير وإفساد المنطق وإفساد التحصيل العلمي وتمييع الفرق الواقعي والواضح بين الخير والشر ..
ليس عجيبا أن تجد أفكار منظمة شريرة كداعش أشد تأثيرا على ازدهارنا البشري من خير جامعاتنا وشهاداتها العليا ، أو أن تجد صاحب شهادة عليا في أحد التخصصات العلمية ودكتورا محاضرا في واحدة من أفضل الجامعات المحلية ، لكن عقله وعلمه مصادر تماما لصالح معتقداته الموروثة والوحشية والشريرة المبنية على الجهل المقدس ، ومع ذلك يعتبرها خيرا وعدالة بتناقض صريح وفاضح مع حقائق العصر ومعاييره ومعطياته وتجاربه الواعية التراكمية !
الشر منتشر في المجتمعات التي اتبعت تقديس الجهل والظلم بمعتقداتها وثقافتها وأفكارها وقيّمها ، والخير منتشر بالمجتمعات التي اتبعت العلم والعدالة بمعتقداتها وثقافتها وأفكارها وقيّمها التي أبقتها محل مراجعة مستمرة ..
الجهل اليوم هو الشر الأكبر ، والعلم هو الخير الذي ينبغي علينا اتباعه وجعله معيارا للمعتقدات والأخلاقيات والأفكار والقيّم ..
بالعلم نعرف أن التلوث شر وأن المرض شر وأن الظلم شر وأن الاعتداء شر ، وبالجهل المقدس يمكننا تمييع كل ذلك وخربطته وتشتيته في سبيل التحايل على الوقائع !
مرحبا.....اعتقد مقاربتك مثيره ومذهله في طرحها بإستثناء ان اغلب من نصفهم بالمجتماعات الامثل في طرحك وأعتقد انك قد تعني الغرب مسؤولون عن اكبر الجرائم البشريه واسمعها على مر التاريخ ولا احد يستطيع محاسبتهم لأنهم الأقوياء يملكون القوه والاعلام وكل شئ . تحياتي
ردحذفواشنعها *
ردحذف