يحصر الحرية بمواجهة السلطة السياسية فقط ، وإذا حدثته عن السلطة الاجتماعية أو الدينية أو الثقافية واستبدادها يقول إنه لا وجود لذلك التسلط في مجتمعنا ..
وحين تقول له إن المجتمع آذى من اختلف عنه حين عبر عن ذلك الاختلاف !
يقول أولئك قلة وهم من وضعوا أنفسهم بمواقع الشبهات ، فلا يمكنك أن تنزعج اجتماعيا إلا في حال استفزازك للمجتمع أو خروجك عنه وعن عاداته وأعرافه وتقاليده وقيمه الثابتة ، كل من يراعي المجتمع يعيش بحرية وسلام ولا يتأذى ولا .. إلخ ، فعليهم أن ينضجوا ويكفوا عن الشكوى والصراخ والمطالبات الطفولية ..
كما إن المجتمع لا يسجن ولا يحبس ، وما أحلى الرفض الاجتماعي بالمقارنة مع ذلك ، فأنت لم تجرب !
ولكن بالمقابل وحسب ذلك المنطق الأعوج :
السلطة السياسية كذلك لم تعتقل إلا قلة بالمقارنة مع مجموع الشعب ، وهم لولا إنهم وضعوا أنفسهم بمواقع الشبهات واستفزازهم للسلطات وخروجهم عن اعتباراتها وأدبياتها لما سجنوا ، ومن يراعِ السلطة السياسية يعش بحرية وسلام ولا يمس بأذى ولا .. إلخ ، وعليهم أن ينضجوا ويكفوا عن الشكوى والصراخ والمطالبات الطفولية .
سياسيا قد تكون في السجن لكن حياتك في أمان ، وقد تنسج من خلال السجن علاقات مختلفة وتتعلم تجارب جديدة بالإضافة إلى التعاطف خارجه ، وقد يكون ذلك أخف وطأ مقارنة بالنبذ والتسقيط والتشويه حتى من أقرب الناس إليك ، وكل الضرر النفسي والمعنوي وحتى المادي الذي يلحق بك لمجرد اختلافك وتعبيرك عن ذلك الاختلاف ، فأنت لم تجرب ذلك !
من يقبل بالحالة الأولى حتى لو لم يشارك بها ويرفض الثانية فهو ازدواجي ومتناقض ، وإذا شارك بالأولى فهو أحمق ساذج أو خبيث غادر حتى لو رفض الثانية ..
شخصيا أرفض الحالتين ومع الحرية والحقوق كمبادئ أساسية ، وقد يكون الفرق إني أعتبر الحقوق والحريات الفردية في المجتمع هي أساس تكوين الحقوق والحريات السياسية وليس العكس ، لأنه لولا الأولى لا يمكن للثانية أن تتحقق مهما تبدلت الشخصيات أو تغيرت الحكومات ، لأن التسلط والاستبداد في عقولنا وشخصياتنا وثقافتنا وتربيتنا ومجتمعاتنا قبل أي شيء آخر ، وأكثر تعقيدا من اعتقال هذا أو حبس ذاك ..
لا يمكن الوثوق بمن يتحدث باسم الحقوق والحريات والأخلاق .. إلخ ، وهو أول من ينتهك كل ذلك بمجرد حصوله على الفرصة ضد خصومه !
كلامي مقصود وموجه لفئة محددة تعيش بيننا وترفع شعارات العدالة والحرية وهي لا تقل استبدادا وتسلطا في عقولها وشخصياتها ، وأقول لهم :
كفاكم انتفاخا وفوقية وعنجهية وغطرسة ومزايدة فارغة على الآخرين ، أنتم تحصرون الحرية والحقوق بحدود ضيقة على مقاسكم وتنتهكون مبادئها ، وتمجدون تشوهات اجتماعية بشعارات رنانة وكاذبة لا تعكس حقيقة مواقفكم العوجاء !
👍🏼
ردحذفشكراً لك
ردحذفغريب حذفت لي من الفيسبوك بدلا من الرد على مداخلاتي
ردحذفلا أحذف أحدا قبل أن أرد عليه ..
حذفكما أني لا أحذف التعليقات مجرد أني ألغي الصداقة مع الأشخاص الذين لا يشكلون إضافة دون حظرهم ، فيمكنك الاستمرار بمشاهدة الصفحة ومتابعة منشوراتها وسأكون سعيدا بذلك ..