الأربعاء، 24 ديسمبر 2014

منطقنا الجاهلي !


طبيعة مجتمعاتنا لم تعتد على أن يكون لكل شخص رأيه ، فقد اعتادت على التنميط والصورة الواحدة الخالية من التنوع ، اللبس نفسه والفكر ذاته وتجارب الحياة لاتتغير وثبات في الذهنية السلوك و .. إلخ
لكن مع دخول أدوات التعبير ووسائله المتوفرة لأي صاحب رأي يرغب في ممارسة حقه في التعبير من أفراد المجتمع ، بدأت تلك الطبيعة بالتحول ، مما أثار حفيظة حراس الإرث والعادات والتقاليد الفاقدين لأدنى مستويات ثقافة الاختلاف ، الذين يرون عدم التضحية بالموروث ولو كان على حساب التضحية ببعض أفراد المجتمع وإقصائهم ..
وبطبيعة الحال اختلط الدين بذلك الموروث وصار من الطبيعي أن يبدأ الأفراد بالاختلاف حول بعض تفاصيله ما بين الرفض والقبول والتعبير عن ذلك ..
والردود العنيفة حاضرة بحجة إننا مجتمعات متدينة ومؤمنة ومحافظة ولها خصوصيتها ويجب احترام الرموز وعدم المساس بالمقدسات ، وإن احترام المجتمع يكون من خلال احترام ثوابته ، وذلك كله من باب الاقتداء بالأنبياء (ع) ، ومن يخالف ذلك التوجه يحق للمجتمع محاسبته ومعاقبته والتحريض ضده  ..
لكن هل فعلا ذلك هو منطق أو منهج الأنبياء (ع) !؟ هل فعلا هم ثاروا فكريا على تقاليد مجتمعاتهم وثوابتها لأنهم فكروا بتلك الطريقة التي تحترم الثوابت والمقدسات !؟ بالتأكيد لا ،  فالنبي ابراهيم (ع) كمثال ، بقي يتأمل ويفكر حتى وصل إلى قناعة مفادها إن مجتمعه يعيش حالة من التخلف والجهل والتخريف ، فلم يحترم حينها تخلفهم وحججهم وواجههم من خلال تحطيم مقدساتهم الاجتماعية ، واستفز عقولهم من خلال الإبقاء على كبيرهم وتحميله مسؤولية التحطيم بصورة لا تخلو من السخرية والاستهزاء بطريقة تفكيرهم ومنطقهم المتخلف بالعبادة ..
لكنهم أرادوا إحراقه بحجة عدم احترام المقدسات والإساءة للرموز والمساس بالثوابت !
وكذلك الحال مع النبي محمد (ص) حين انقلب على الجهل والتخلف في مجتمعه ، فلم يحترم تخلفهم بحجة الثوابت والمقدسات ، كما إن القرآن الكريم لم يجاملهم في ذلك ، فوصف الجامدين فكريا وعقليا بالأنعام بل هم أضل سبيلا ، وقال عن المتناقضين بأن مثلهم كمثل الحمار يحمل أسفارا ، ولم يحترم هوى المتخلفين وقال بأن مثلهم كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث ، ناهيك عن الاستخفاف بالجاهلين ووصفهم بأنهم صم بكم عمي فهم لا يعقلون أو لا يفقهون ، وغيرها من إشارات ودلالات المنهجية النبوية التي لا ترى بأسا في عدم احترام تخلف المجتمعات وجهلها أو مراعاة مقدساتها ورموزها التي لا تضرهم ولا تنفعهم بالرغم من اعتقاد المجتمع آنذاك أنها من شفعائهم عند الله !
فنحن لا نجد في أدبيات المناهج النبوية أي احترام للثابت أو للمقدس أو للرمز الذي كان يحاكي تخلف مجتمعاتهم بحجة احترام المجتمع ..
قد يقول أحدهم لكننا لسنا أنبياء ، وهذا صحيح بلا شك ، ولا يوجد من يدعي ذلك أو يتوهمه ، ولكن أليس المنهج النبوي هو قدوتنا وعلى الجميع الاقتداء به بلا استثناء كما ندعي !؟ وإلا ما الفائدة من ترديد قصص الأنبياء والتغني بإنجازاتهم والتسمية بأسمائهم !؟
من الواضح جدا إن المناهج النبوية تدعو للتفكير والتجديد وترك الموروث البالي من الآباء والأجداد وليس التمسك به أو تقديسه ! فالمنهج النبوي تحرر من كل قيود المجتمع ، هو يدعو للحراك وليس إلى الثبات ، ويدعو للتقدم والتطوير ، وليس للتقهقر والتخلف !
إذن من أين أتتنا فكرة الالتزام بالثوابت وعدم نقد الموروث أو المساس بالمقدسات !؟ ومن الذي تحدث بذلك المنطق طالما إن الأنبياء (ع) لم تكن سيرتهم ومنهجيتهم منطلقة من كل ذلك !؟
واقعا نحن ورثناها من المجتمعات التي حاربت الأنبياء (ع) والمجددين ، فنحن نحب الأنبياء (ع) لكننا نقتدي بمن كفر بهم !
فهم أصحاب ذلك المنطق البالي الذي يدعو لاتباع الآباء والأجداد وتقديس ما لا ينفع ولا يضر ، وهم أصحاب فكرة أن احترام أفراد المجتمع هو ذاته احترام تخلفهم المؤطر بإطار الرموز والمقدسات !
وذلك المنطق الأعوج هو ما حولنا إلى مجتمع دوغمائي بامتياز ، لم يعد مجتمعا متجددا ومؤثرا حضاريا وفكريا ، أصبحنا نتغنى بتناقضاتنا ونتشدق بتخلفنا وخرافاتنا ، وكل ذلك من باب عدم المساس بالثوابت أو بالمقدسات و الرموز !
علينا التخلي عن ذلك المنطق الجاهلي والمتخلف ، والسماح للأفراد بالتفكير والتعبير والتساؤل بكل أشكاله وحدوده ، القوي يبقى قويا ولن يضره تساؤل هذا أو تشكيك ذاك ، وحدها الخرافات والجهل والتخلف من تحتاج لحراسة وقوى تحافظ على استمراريتها ، قولوا ما شئتم ودعوا غيركم يقول ما يشاء ، طالما إن أحدا لا يجبر الآخر ولا يضره ، فمناقشة الفكرة حق للجميع ، لكن دون إلغاء المسافة بين الفكرة وصاحبها ، أو بين الشخص ورأيه ، فيجب أن أحترمك كشخص وتحترمني كشخص ، أما الأفكار والآراء فلا حرمة لها ، واحترامي لحقك باختيار ما يناسبك منها لا يعني وجوب احترام ما اخترته ، فلا داعي للتهويل والتحريض والدعوة إلى محاكمة كل متسائل أو غير مجامل لثوابت التخلف والجهل ، فتلك الدعوات تعكس حجم الضعف والإفلاس وفقدان قيمة الفكر والمستقبل ..
فإن كنتم تعتبرون معتقداتكم سحابا وأفكار غيركم كلابا ، فمن أي ضرر أنتم قلقون !؟


السبت، 8 نوفمبر 2014

الأحساء تطلق صفارة الإنذار !


وبعد الإدانات والاستنكارات والعزاء بالفاجعة الأليمة التي أصابت أهالي قرية الدالوة في محافظة الأحساء ، هذه الفاجعة التي آلمت الوطن بجميع أطيافه و راح ضحيتها شهداء من المدنيين ورجال الأمن ..
وحتى لا تذهب دماؤهم الطاهرة هدرا ، لا يمكننا تجاوز هذه الحادثة دون أن نتعلم الدرس ونبدأ بالتطبيق ، فالإرهاب اتخذ أخطر أشكاله وهو الشكل الطائفي ، هذا الشكل سريع الاشتعال وناره متأججة حارقة ومدمرة ، فلم يكن اختيار قرية شيعية في ليلة العاشر من محرم ذات الرمزية الخاصة بالمذهب الشيعي ، واستهداف ممارسي إحياء تلك الليلة عبثا ، بل هو مخطط مدروس ومقصود . 
كثير منا شعر بالمسؤولية  وأحس بالرعب والخوف على أمن هذا الوطن ، لذلك لست هنا سوى مواطن يحاول تقديم اقتراحاته ورؤيته وتسجيل موقفه بوضوح ، وإلا الخطة العملية لا يكفيها مقال ولا رؤية شخص واحد ، بل لابد من إطلاق ورشة عمل وطنية وجلسات عصف ذهني للوقاية من خطر المستقبل . وهنا أقترح عدة نقاط :

* بتصوري المسألة بغاية الخطورة والجدية ، ولا تحتمل المزيد من الوقت لإصدار قانون واضح وصريح يجرم التحريض الطائفي وخطاب الكراهية من أي طرف كان أو طائفة ، وإلحاق العقوبة الحازمة والمناسبة لمن يخالفه .

* الاعتراف بالمذاهب والتعددية العقائدية بالمملكة ، وإدخال دروس تعريفية بالمقررات الدراسية لكل مذهب أو عقيدة تشكل جزءا من هذا الوطن ، يقوم بالإشراف عليها أصحاب المذهب نفسه ، ليعرفوه بعيدا عن التحريف والكذب عليه .

* على المجتمع الشيعي بالمملكة التفكير باستراتيجية واضحة للتعامل مع الدولة كأقلية معزولة عن شيعة العالم ، وكذلك على الجانب السني التعامل مع الشيعة السعوديين بمعزل عما يقوم به الشيعة خارج المملكة ، لأن ذلك ليس من صلاحياتهم ولا يندرج تحت مسؤولياتهم الوطنية ، ولنا في المجتمع العماني خير نموذج لنجاحه بعزل الحالة الشعبية الوطنية بعامة ، عن صراعات الطوائف خارج حدود أرضهم .

* تعزيز الهوية الوطنية على حساب الهوية المذهبية والمناطقية والقبلية ، فجميعنا سمعنا وشاهدنا وسائل الإعلام الغربية تتحدث عن تقسيم المملكة وتعرض خرائط متوقعة لمستقبلها ، وقد اشتملت الخرائط على إقامة دولة شيعية بالمنطقة الشرقية ، ولا يستبعد أن تكون العملية الإرهابية تابعة لذلك المخطط السياسي الخارجي ، ليتم إرهاب الشيعة وإقناعهم بأنهم ليسو بأمان مع شركاء الوطن الحالي ، فيتم نزع الثقة بين أبناء الشعب السعودي من الطائفتين ، ليتم تمهيد التقسيم بناءً على استعداد نفسي من جميع الأطراف . لكن ردات الفعل الوطنية خيبت آمالهم ومخططاتهم الغادرة ، وبما أنهم قد لا يستسلمون ، علينا المضي قدما بتعزيز مبدأ الهوية السعودية الوطنية على حساب كل الهويات الأخرى .

* وبما إن الجميع يؤكد على أن الإرهاب لا دين له ، فكذلك علينا تأكيد أن العمالة لا دين لها ، فلا هؤلاء الإرهابيون يمثلون السنة ، ولا عملاء إيران يمثلون الشيعة ، ولا بد من وضع حد لهذه الإسطوانة ومحاسبة من يكررها عند كل أزمة وكل حدث .

* يجب أن يبقى هناك دائما أولوية لمراجعة الموروث من معتقدات وأمور مذهبية ، فالشيعة لديهم الكثير مما يحتاج للتنقيح ، وكذلك السنة ، والتطرف بالجهتين متشابه ، وإن لم يصل أحدهما لمرحلة القتل إلى اليوم ، فقد يصل غدا ، إلا أن يراجع نفسه بموضوعية وبعيدا عن الوهم القائل بأن هناك من هو محصن ضد الإرهاب . ولكن عزيزي الشيعي لا تعتقد أنك مسؤول عن إصلاح الموروث السني ، وكذلك بالنسبة لك عزيزي السني ، فأنت لست مسؤولا عن إصلاح الموروث الشيعي ، لن يؤثر كل منكما إلا في موروثه ، ويمكنك سواء أنت أو هو ممارسة قدراتك الموضوعية والاستدلالية والمنطقية على كتبك ومعتقداتك ، ولينشغل كل طرف بذاته ، ويصلح مساره بعيدا عن المزايدات على الطرف الآخر .


أرجو أن لا تكون مخاوفنا بمحلها ، لا سيما وأن فاجعة الأحساء ، أظهرت للجميع مستوى الوطنية العالي جدا لدى الأحسائيين خاصة ، والسعوديين عامة ، فلا الأحساء انجرت للفتنة ، ولا المجتمع السعودي كذلك ، وهذا لا يعني التجاهل أو التعامي عن حالات الشماتة الطائفية من قبل بعض الشاذين ، أو عن تجاهل بعض خطباء الجمعة توجيه الدولة لإدانة الحدث ، فجميعهم رغم قلتهم يمثلون حالة لا بد من الحذر منها ..
كما إن جهود أجهزة الأمن وإنجازاتها أثبتت أن أمن الدولة قوي ومحصن بشكل عال ومطمئن ، وزيارة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف وأخيه صاحب السمو الملكي  الأمير  سعود من نايف أمير المنطقة الشرقية ، كانت ذات دلالة ورمزية من الدولة وقياداتها ، فجميع أبناء الوطن بعين رعايتها وألمهم من ألمها ، وهذا العشم بقيادات مملكتنا الحبيبة . ولأننا لا نأمن غدر الأعداء وحقدهم ، لا بد من العمل على برنامج وقائي صارم ، فجميعنا بات يعلم بأن المسألة ليست مزحة ، والأحساء أطلقت صفارة الإنذار ، فهل من مجيب !؟


الأربعاء، 15 أكتوبر 2014

شيوخ الثّقافة


من المألوف أن يكون شيوخ الدّين ورجاله متصدين لجميع أشكال الوصاية ولا سيما الاجتماعية ، مصادرين بذلك كل رأي لا يحوز على رضاهم أو لا يلبي متطلباتهم التي ينسبونها إلى الله سبحانه . لكن اللافت للنّظر هو نمو فئة جديدة في الوسط الاجتماعي وتفرعنها ، لا تختلف عن الأولى بالآلية ومنهجية التعامل ، ويمكن وصفهم بشيوخ الثقافة ورجالها !
فهؤلاء بكل عنجهية وغطرسة يعتبرون أنفسهم الناطق الرّسمي باسم الثّقافة ، وأصحاب الحق المطلق في إعطاء شهاداتها للآخرين ، فهذا حسب تصنيفهم مثقف حقيقي ، أما ذلك فهو متثيقف مزيف ! لا يختلفون عن أولئك بطرح تساؤلهم الشّهير لكل من يفتح فمه : ومن تكون حتى تقول !؟ 
فيا شيوخ الثّقافة اطمئنوا ، هنيئا لكم الألقاب والمسمّيات وكلّ أشكال الثّقافة ومظاهرها ، فوحدكم المثقفون الحقيقيون ، سواكم ما هم الا فقاعات عابرة ، فهم طلاب شهرة لا أكثر ، بعكسكم أنتم ، فلمَ التعليق عليهم أو إشغال أنفسكم بهم !؟ إنّهم سطحيون  يطرحون آراءهم بعيدا عن التّعقيد ، ويتجنبون الأساليب والمصطلحات المبهمة التي تتشدقون بها ، لا يتبنّون الطّرح الصّعب واللا مفهوم الذي كلما استوعبه عدد أقل اعتبرتم ذلك مقياسا لقوته وعمقه ! إنهم تافهون يتحدثون بأمور تلامسهم مباشرة أو تضغط عليهم اجتماعيا ، ولا يشغلون أنفسهم بالطرح النّخبوي فلسفيا وعلميا مع الكثير بصفصفة الأسماء ككارل بوبر وشوبنهاور وهيجل ونيتشه وغيرهم ، بالإضافة لاستغنائهم عن جرعة مصطلحات لاتنية يمكن الاستعراض بها ! فتركوها لكم يا من قرأتم دون غيركم كلّ الكتب والأفكار ، القديم منها والحديث ، لتنطلقوا من رؤية "أبستمولوجية" وأساس "أنطولوجي" ، فليس لأحد غيركم أن يفهم "الأنثروبولوجيا" ويغوص فيها ، فسواكم ما هم إلا سفهاء معتدون يهرفون بما لا يعرفون !
لكن كم هو مؤسف حقاً أن نجد في مجتمعنا المتاجرة بالثقافة والمعرفة وحتى الحقوق ، كشكل آخر حي كما المتاجرة بالدّين ، لتصفية الحسابات وتعزيز المصالح الشّخصية والفئوية ! أو أن يكون قدر مجتمعنا هو الانتقال من وصاية لأخرى ، ففي سبيل التّخلص من الوصاية الدّينية وحراسها الأشاوس ، نجد الوصاية الثّقافية بحراسها المتعجرفين الذين لا يرون لغيرهم أي قيمة أو اعتبار إلا إذا كانوا تحت وصايتهم ، فهم لا يرون إلا نفوسهم المتضخمة في دواخلهم حد الانفجار !
لكم أن تخففوا من روعكم وتهجمكم ،  فهناك من لا تعنيه تصنيفاتكم ولا تغريه مصطلحاتكم ولا فذلكتكم ، إنّما يريد أن يكون إنسانا صادقا مع نفسه ، يحلم بغد أفضل ويسعى إليه ، يعيش تجربته كما هي ، بعيوبها وحسناتها ، بعيدا عن التّنظير وبعيدا عن التعقيد وبعيدا عن فوقيتكم الزّائفة ، تشدقوا بعقدكم وتعقيداتكم وكل ما يتوهم لكم أنه عمق ، وتباهوا بما لديكم كما يحلو لكم ، فالفضاء يتسع للجميع ولن يمنعكم أحد من ذلك ، لكن اتركوا غيركم ليكون نفسه ويعبر عنها ، دون أن تسقطوه وتحتقروه وتستصغروه لمجرد أنه حاز على شيء ما رغم بساطته أكثر منكم ! فمعذرة ؛ لكن لم يزاحمكم أحد بمقاهيكم وأبراجكم العاجية ، فلا تستكثروا فسحة ما ، توفرت لأحدهم ليعبر من خلالها عن نفسه ، وعن مرحلته الفكرية والمعرفية والوجودية ، بعيدا عن حساباتكم التي منعتكم من صدقكم مع ذواتكم ، وجعلت من مكاسبكم الثقافية قناعا تسترون به قبح حقائقكم وخبث تناقضاتكم ، ليسقط عند أبسط المواقف ، كاشفا عن نفاقكم وانحيازكم وسوادكم الإنساني !

الأحد، 28 سبتمبر 2014

صناعة الحزن المقدس !


من منا لم يلاحظ غياب ثقافة حب الحياة وصناعة الفرح ؟ فنحن مجتمع يرث الحزن جيلا بعد جيل ليشوه الفرحة ويصادر البهجة ، ولم أجد لذلك سببا غير الدين  ، فالمذهب الشيعي ( وبالتحديد الإثنا عشري ) مثلا ، مذهب جنائزي بامتياز ، يشع بثقافة الموت بشكل رهيب ولافت ..
لا وجود لثقافة الحياة والفرح والبهجة في أدبياته ..
فهو يطغى على بقية المذاهب الإسلامية في ذلك ، وإن كانت هي أيضا تفتقر لثقافة الفرح وخلق السعادة ..
فهو يتفنن بطقوس الحزن والبؤس واليأس ، حتى بات الجزع مستحبا ، وكذلك الصراخ والعويل والنياح واللطم والنحيب ، لتصنع بذلك مجتمعا لا يعرف كيف يفرح ! بينما طقوس ومظاهر الفرح والبهجة والأمل تحيطها الشبهات والتحريم والتوجس ، فالرقص حرام ، والغناء حرام ، والاحتفال غير جائز إلا بضوابط صارمة تسلب منه المتعة والجمال ، وإلا فهو حرام أيضا ..
أفراد يتجهزون بالأكفان ، ويتلذذون بتجارب الموت وأجوائه البائسة ، قال لي أحدهم ذات مرة : أنا أعرف كيف ألطم لكن لا أعرف كيف أرقص !
وأحدهم كان يداوم بين فترة وأخرى على زيارة المقبرة للجلوس بجانب قبر مفتوح ليستشعر لحظة دخوله فيه بعد وفاته ! وينقل أحد أقربائه بأن هناك من تجاوزه بالطقوس ليكفن نفسه ويجرب الاستلقاء داخل القبر ! بينما آخر وفي فترة خطوبته قرر أن يكون أحد مشاريعه بتلك الفترة الخاصة ، زيارة رومانسية من نوع آخر بصحبة الخطيبة للمقبرة ، لتذكر الموت وعدم التمسك بهذه الحياة الفانية !
بالإضافة إلى بعض الظواهر الاجتماعية ، كأن يخاف أحدهم أو يتشاءم من جلسة ضحك ويدعو الله أن يكفيه شره ، أو بعض الروايات التي تصور القلوب الحزينة على أنها أقرب إلى الله من القلوب الفرحة ، وكذلك هناك من يتعفف عن الفرحة لسوء فهم ربما لما جاء بالقرآن (لا تفرح إن الله لا يحب الفرحين) وتخيله للفرح بأنه يتناقض مع المروءة أو الحشمة و الوقار ..
فلم يعد عجيبا أن تجد هناك من يتهامس الناس حوله سرا ، أنه إنسان تافه لأنه دائم الفرح ولا يعيش الغم والحزن !
لقد أغرق المجتمع بأجواء الحزن وسلوكياته والتعبير عنه ، ولم يعد قادرا على ممارسة الفرح أو صناعته ، ويعجز عن خلق حالة من البهجة والتفاؤل وحب الحياة ، فإما أن يفرح من خلال الإساءة للآخرين ويجد فيها الفرصة للتنفيس عن ما يرثه من بؤس ويأس ، وإلا لا يعرف كيف يعيش الفرح الرسالي أو التعبيري الخالي من الإيذاء أو الضرر . أن تجعل من الحزن طقسا مقدسا وتطلق لصناعته العنان بلا ضوابط ، وتحرم طقوس الفرح إلا بحدود ضيقة ، يعني أن تصادر ثقافة كاملة من حب الحياة وسلوك السعادة والأمل والتفاؤل ، الشعوب الحية تصنع الفرحة من أبسط الأمور ، وتلون حياتها بأجمل وأزهى الألوان ، لتورث تلك الثقافة والصناعة والبهجة بألوانها لأجيالها اللاحقة ، بينما الشعوب الميتة تتفنن بصناعة البؤس والحزن ، وتختار السواد لونا تطمس فيه حياتها ، لتنذر نفسها للحداد الدائم وتورثه بسواده لجيل بعد جيل !
فهل يحق لنا أن نرفض كل هذا الكم الهائل من طقوس الحزن والبؤس واليأس ؟ واستبدالها بطقوس البهجة وحب الحياة وصناعة الفرح ؟

الاثنين، 25 أغسطس 2014

ماذا لو قدسنا البقر !

أتخيل سيمنع نقدها وتوجيه أي لوم لها ، وسيحتفى بها ويتم تبجيلها ، ستصبح رمزا من أهم رموزنا المنزهة ، لن يقال اسم البقرة حاف ، سيقرن بأكثر العبارات تعظيما واجلالا ، ونقيم لأجلها المناسبات والطقوس ، ونحيي في سبيل خدمتها العادات والتقاليد ، ستزخر مجالسنا في الحديث عن كراماتها من الله ، ومعاجزها التي لا تصدق ، لولا قداستها وقدراتها الخارقة وولايتها على هذا الكون ، وذلك بإذن الله الذي جعلها لنا حجة من حججه على هذه الأرض ، ولن يسمح لكائن من كان أن ينكر مكانتها ، وسيهدد بأشد أنواع العذاب الآخروي ، والدنيوي إن استدعى الأمر ..
وفي حال كانت هناك تساؤلات أو عدم اقتناع وتشكيك بقداستها ، سيواجه بقوة وحزم ، مع التقليل من شأن صاحب هذا التشكيك الآثم ، وتسفيهه وتسخيفه وتهميشه ، وطرح التساؤلات حوله وحول ابتعاده عن أهل الاختصاص بالبقر !
فهو لم يجالسهم بما يكفي لمصادرة عقله ، كما أنه لم يقرأ مئات المؤلفات والمجلدات التي كتبت من أهل الاختصاص والخبرة في تقديس البقر ، لذلك هو يهرف بما لا يعرف !
ليبدأ أهل الاختصاص بالبقرة بـ ليّ وعوج كل الأسس المنطقية في الاستدلال لصالح البقرة !
فيطرحون بعض الأسئلة الاستنكارية : هل تقديس البقرة أمر مستحيل عقلا ؟! أو أنه لا يمكن للبقرة أن تكون خارقة للعادة وتحمل من المزايا والحكمة مالا يمكن حمله لحيوان و بشر ؟! ويصعدون الموضوع مع هذا المشكك ليوهمون الكل بأنه تعدى الله سبحانه ! من خلال تساؤلهم : كيف يجرؤ أحدهم على التشكيك بذلك وهو تشكيك بقدرة الله سبحانه ! الذي لا يعجز عن إعطاء البقرة كل ما يمكن اعطاؤه من خصال عظيمة ومزايا وقدرات ، تسمح بأن تكون كائن مقدس يمكن تسليمه النفس والمال والعقول !
فلا يمكن لأحد من العوام أن يعترض ، فقد أقنعوه بأن المسألة أكبر منه ومن امكانياته العقلية والادراكية ! كما أنه يجهل في علم الأبقار الذي لا يفققه الا الراسخون بالعلم ، الذين قضوا عمرهم بالبحث والدرس في طيات الكتب والمجلدات المعتمدة في مجال تقديس البقر ..
فهم لا ينطقون من مزاج أو هوى ، ولا يعتمدون على ادعاءات ، بل هي براهين عقلية تزرع بالنفس الاطمئنان وتقنع العقول ..
أما عقلك إن لم يقتنع ، فذلك لقصوره وهواه المنحرف ، فلا يمكن القياس عليه ، لأن عقول أهل الاختصاص قد اقتنعت ، وطالما أنها اقتنعت ، فاذن هي مقياس العقل والحكمة والابتعاد عن الهوى !
اللافت بعد ذلك الخيال ، أن في مكان ما وكما هو معلوم ، يوجد نظراء لنا بالانسانية والعقول ، بالفعل يقدسون البقرة ، وهم مقتنعون تمام الاقتناع في ذلك ..
فيا ترى ، هل يفرق مجتمعنا عنهم في طريقة تقديسه لموروثه وأفكاره ومعتقداته وأضرحته ومزاراته وأئمته ؟
قد يكون ، ولكن ماذا لو  كان هذا المجتمع ، الذي نعيش فيه ، واحد من تلك المجتمعات التي تقدس البقر ؟!

مجتمعنا المريض !

كثيرا ما يلجأ مجتمعنا الشيعي الإثني عشري في المنطقة الشرقية إلى الحديث عن الاستبداد السياسي، ويتشكى من مظاهر مصادرة الحريات الدينية والعقائدية لهذا المجتمع ، والتمييز ضده من بعض فئات المجتمع الأكبر، ولن يكون آخرها موجة الغضب التي رافقت توجهات الحكومة بتعيين أول وزير إسماعيلي محسوب على الطائفة الشيعية محمد أبو ساق، أو قبلها مع المركز الحيوي الذي حصلت عليه الدكتورة الشيعية الإثني عشرية لمياء الإبراهيم ..
ومع ذلك فهو لا يخجل من نقد كل تلك الممارسات الإقصائية مع التنظير بالحقوق والحريات ، في الوقت الذي يمارس فيه الإقصاء ومصادرة الحقوق في الداخل ،
فهناك مشكلة حقيقية في هذا المجتمع ، حيث إنه متناقض بين تشدقه بحق الاختلاف وحرية المعتقد والتعبير عنه ، ومصادرته لذلك من أفراده !
ونتيجة لذلك أتصور أن مجتمعنا يفقد الثقة في نفسه ، ويعيش عقدة الاضطهاد والأقلية بشكل مرضي ، مما حوّله لمجتمع ينهى عن الاستبداد ويأتي بمثله ، فهو يصادر حق التفكير وحرية الاختيار والتعبير من أبنائه تارة بدافع المحبة ، التي قد تكون مرضية أو مثالا للظاهرة الاجتماعية "أطلس" والمعروف إنها تؤذي الآخرين وتسلب حرية إرادتهم أو تفكيرهم ، دون أن يشعر صاحبها بذلك ، ظنا منه أنه يصلح أفكار وممارسات الآخرين من باب الخوف والحرص ..
وتارة بشكل حاقد يدفعه لتعمد إلحاق الضرر النفسي والمعنوي ، وأحيانا الجسدي إن استدعى الأمر !
مما جعله يغرق في مغالطات كارثية ، فإن اختلفت معه في اعتقاد ديني ما ، يفترض أنه عليك الصمت تجاه مشاكل المجتمع الدينية طالما أنك لا تتشارك معه في هذا الاعتقاد ، دون الانتباه إلى أن الانتماء الاجتماعي وحده كفيل بالتعليق والنقد على هذه الظواهر الدينية ، التي تلحق الضرر بكل منتمٍ يعيش في هذا المجتمع ، سواء اعتقد بهذه المعتقدات ، أو قرر التخلي عنها ، حيث إن كل فرد بأفكاره ومعتقداته هو جزء ومكون لهذا المجتمع الذي يعيش في وسطه ، ولا يمكن أن يكون حرا دون أن يثق في عقله وذاته وامكانيته، وإن أخطأ ! 
فهذا لا يعطي المبرر للتعدي على حريته واستقلاليته الفردية ، وما توظيف الدين والموروث الاجتماعي العام في التغييب القسري لخيارات الأفراد وفرض نمط فكري وعقائدي وسلوكي أوحد عليهم ، وتكريس ذلك ، لتمكين فئات معينة - عادة يمثلها رجال الدين - من السيطرة على المجتمع وتوجيهه كما تريد ، إلا شكل من أشكال التخلف الاجتماعي القروي الذي يتنافى مع الأسس المدنية التي تكفل للفرد استقلاليته وحريته بالاختيار والتعبير !
فلا يمكن لمجتمع مثل مجتمعنا أن ينعم بالحرية والاستقرار وحق الاختلاف الديني أو الفكري عن المجتمع السعودي الأكبر ، طالما إنه يمارس أشد أنواع الاستبداد ومصادرة حق الاختلاف والتعبير  من أفراده وجماعته ، ويفرض على الفرد عقائد وسلوكيات معينة ، وإلا فهو لا ينتمي لهم ولا يحق له النقد أو التعبير ويجب عدم الاعتراف به أو نبذه ونفيه لمكان ما ، تماما كما يطالب بعض الجهلة بالطرف الأكبر، بطرد الشيعة من المملكة وعدم الاعتراف بهم ونبذهم الى إيران أو أي مكان طالما إنهم مختلفون عنهم !
مجتمعي العزيز، حاول التخلص من القيود والضوابط والموانع التي تحد من الحيوية الفردية ، تحت أي عنوان كانت ، لأنها كفيلة بشل المجتمع ككل ، وحبسه في حالة من الانغلاق السلبي والتقوقع المدمر ، وتذكر أن تعدد الأفكار والمعتقدات والذهنيات وأشكال السلوك في المجتمع حالة صحية تعكس وعيا اجتماعيا وليس عارا أو انفلاتا !
وإن دعم حق الاختلاف وحرية التعبير والاختيار، لا يتطلب اتفاقا بالرأي والتوجهات .. اسمح لأفرادك أن يثقوا بأنفسهم ، وأن يعيشوا تجربتهم الفكرية والتعبيرية بعيوبها وأخطائها ، وحسناتها وصوابيتها ، فـزمن الوصاية قد ولى إلى غير رجعة !

الصنمية بصورتها الحداثية

لا يخفى على مراقب ما تشهده الساحة من حراك فكري ضخم لم يستثنَ منه شيء ، لا سيما الفكر الديني ، نظرا لما يمتلكه الدين من مكانة سلطوية وسيادية على مستوى المجتمع والأفراد..
في ظل ذلك لا سيما في الوسط الشيعي ، نجد مشكلة تصنيم المرجع وتقديسه ، بحيث يعتبر الممثل الحق لإرادة الله في الأرض ، حتى أصبحنا نعبد المرجع - بمعنى الطاعة والخضوع لأوامره - بلا نقاش أو تفكير، بحجة إنه المختص في تمثيل إرادة الله سبحانه ، ليقربنا إلى الله زلفى !
بناءً عليه فالمراجع العظام خارج نطاق المساءلة أو النقد ، وذلك لو حدث فهو جرأة من العامة لا تغتفر ، بينما هناك من يتساءل ، ما الفرق إذن بين ما نعيشه اليوم من تصنيم وتقديس للمرجع ، وما كان من تعامل مع المعبد وكهنته؟! الحجج نفسها والإسطوانة الفارغة تتكرر لمواجهة أي انتقاد، من أنت؟! ومن تكون؟! ناهيك عن شخصنة أي نقد أو رأي ، ومحاولة تصوير المختلف المعبر عن رأيه ؛ كمفرغ لعقده الإجتماعية أو الدينية ”المتخيلة“ من خلال رأيه ، وتصويره على أنه الناقم أو المنتقم !
مما يعكس خلل المجتمع من خلال خياله الواسع والمريض في تعامله مع النقد أو التعبير عن الآراء والإختلاف . بالإضافة لغيرها من المقارنات المستهلكة مع الاختصاصات العلمية الحديثة من طب وهندسة ... إلخ، ومع كل تخصص منهجي يمكن التحقق منه ومن نتائجه ، بمقارنة ساذجة لا تخلو من الفارق والاستغفال الذي ما عاد ينطوي على جميع العقول..
والنتيجة اليوم أصنام بنسخة عصرية، لا تختلف من حيث قداستها والتعامل معها وترتيب الأثر مع سابقاتها عن الأصنام ، فهي مقدسة ومنزهة عن كل عيب أو خلل ، أي ناقد لها فهو بحكم المتطاول والمتعدي والمارق على الدين وأهله ، فالراد عليهم كالراد على الله !
حتى وصل الحال إلى أن نجد مراجع لا تحمل أي مشروع ثقافي أو فكري أو حتى ديني ، ولا حتى تدعيه ، ومع ذلك ؛ فعامة الناس تنسب إليهم ما يمكن نسبه من هنا أو هناك من فكر وحنكة وحكمة ونظر ثاقب !
اللافت أن في أي نقاش أو تبادل للآراء حولذلك ، نجد من يدعي الحياد ليتساءل : لماذا الحديث حول ذلك ؟!
والسؤال الأولى ؛ لماذا لا يكون هناك حديث حول هذا الوضع من التقديس والتصنيم ؟! والسماح للآراء بالطرح طالما أنها لا تعتدي على الأشخاص أو تقلل من احترام إنسانيتهم، وإبداء الرأي هو حول آلية محددة بالتعاطي مع هذه الفئة الإنسانية ، وما لها من أثر على المجتمع وأفراده تصل لحد التيارات والتحزبات وبصورة حروب اجتماعية في بعض الحالات ، وقد شهدناها وعايشناها ولا نحتاج لتخيلها !
هناك من لا يشعر أو يرى وجود لأي مشكلة ، ويعجبه الوضع القائم ويرتضيه ، وهذا من أبسط حقوقه ، ولكن هناك أيضا من يشعر بوجود مشكلة وخلل في هذا الوضع ، ومن حقه أيضا أن يشير لما يراه ويعبر عنه ..
ولنا في قصة النبي إبراهيم الكثير من الإلهام ، حيث إنه رفض كل أشكال التقليد الاجتماعي في الطقوس والتعبد والتصنيم ، ولجأ للتفكر والتأمل ، ولم يراعِ مقدسات مجتمعه أو قومه حين أراد أن يوصل لهم فكرته ، بحيث حطم أصنامهم المقدسة وترك كبيرهم متهمه بالتحطيم ليدعوهم للتفكير، بشكل لا يخلو من السخرية بآلية التصنيم ومعتقداتهم ..
ومع ذلك كان رد قومه مشابه تماما من حيث المبدأ والمضمون لردود حراس الصنمية الحداثية في هذا اليوم ، فالدعوة لحرق كل ناقد بشكل معنوي واجتماعي موجودة ، والتحجيم والاستصغار حاضر ، والتهم بالتعدي وعدم احترام مقدسات ورموز المجتمع هي ذاتها ..
شخصيا مع احترام كل إنسان ، وذلك يشمل شخص المرجع ولزوم تقديره ، وعدم تجاوز حدود الأدب في نقده أو مراجعة مواقفه، كما أن نقد الآلية المرجعية أو رفضها لا يشمل نقد ورفض شخصي لكل مرجع ، فهناك منهم قامات تستحق كل التقدير والإشادة ، وبالمقابل هناك منهم من أخذ مكانة لا يستحقها ، لكن الاحترام والتقدير للشخصيات العظيمة شيء ، والتعامل معها كممثلة لإرادة الله وما يتبعه من تصنيم وتقديس شيء آخر !
فبتصوري إننا نعيش زمن الصنمية من جديد ، ولكن بنسخة حداثية ومدروسة ، يدعمها الكثير من المؤلفات والمجلدات ، يقوم عليها حراس أشاوس فكريا واجتماعيا، يوظفون كل ما يمتلكونه من نفوذ في سبيل حراسة هذه الصنمية وتكريسها ، ومحاربة كل من ينقدها أو يرفضها ، وكل ذلك بعنوان حماية دين الله في الأرض ، فالراد عليهم كالراد على الله ! ولا بد من طاعتهم للتقرب إلى الله زلفى!