الخميس، 22 يناير 2015

الأكوان المتعددة !


لطالما ظن البشر القدماء أنهم يمثلون الكون ، وبأن الأرض هي كل العالم ! ولكن اكتشفنا لاحقا سذاجة تلك الظنون ، وتبين وجود كواكب أخرى وشموس متعددة حتى اتضح بأننا جزء صغير جدا من كون رحب مليء بالكواكب والنجوم والمجرّات ، وبأن المسافة المناسبة للعيش بين الأرض والشمس وظروف الحياة لم تحتمها قوانين فيزيائية ، بل مجرد وضع طبيعي وليس استثنائي لواحد من ضمن الكثير الكثير من الاحتمالات التي قد يتصادف وجودها بالعلاقات والظروف بين الكواكب والشمس !
ليبقى اعتقادنا الأقوى هو "وجود كون واحد فقط" ، كوننا الذي نعيش فيه و يتضمن كل العالم ! تكوّن نتيجة لانفجار عظيم وفريد من نوعه ..

لكن هل ذلك دقيقا !؟ هل نحن نعيش في كون لا مثيل له ولا وجود لغيره وإن اختلف !؟

علميا بدأت الشكوك تدور حول ذلك ، فقد يكون كوننا واحد من ضمن الملايين من الأكوان ، صار نتيجة لواحد من ضمن الملايين من الانفجارات ، ولا زالت عملية نشوء الأكوان مستمرة ولم تتوقف ، وهي فكرة ظهرت قبل سنوات من الآن ، لكن تم استقبالها علمياً ببرود ، حيث أنها كانت ضعيفة واعتمدت بشكل رئيسي على نقطة واحدة :

*معادلات التضخم الأبدي .

ولكن اليوم عادت لتطرح من جديد بشكل أقوى بعدما تم اكتشاف أمرين مهمين يصبان في صالحها ، وهما :

*كمية الطاقة المعتمة .
*نظرية الوتر .

لتكون بذلك فكرة الأكوان المتعددة أشبه بسطح الطاولة الدائري ، والذي استطاع أن يستند على ثلاث أعمدة قوية تدعم ذلك السطح !

نعم هي ليست مثبتة علميا ، وإلى اليوم لا يلام من يرفضها أو لا يصدقها كونها لا تعتمد على برهان تجريبي أو على ملاحظة علمية ، لكن الحسابات الرياضية تأخذنا إلى هناك !
يبدو بأن فكرة الأكوان المتعددة فكرة قوية منطقيا أكثر من كونها قوية علميا ..

ومع ذلك نجد هذه الفكرة اليوم تثير الجدل بالأوساط العلمية ما بين مؤيد ومعارض ، والكثير يعتبر بأنه بعد ١٠٠ عام من الآن ، ستكون فكرة الأكوان المتعددة فكرة ناضجة علميا وغير مختلف حولها ..

ذلك كان ملخص ما فهمته من الفيلم الوثائقي العلمي الذي قدمه عالِم الفيزياء النظرية "براين غرين" عن الأكوان المتعددة ..
ولكم رابط الفيلم للإستمتاع بمشاهدته :


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق