الاثنين، 9 فبراير 2015

هل الإسلام وحشي أم إنساني !؟


الإسلام بصفته دينا يمر بما مرت به بقية الأديان ، ويتمثل لنا اليوم في عدد من الأفكار والمعتقدات التي ورثناها من جيل إلى جيل عبر منظومات دينية متعددة ، تلك المنظومات تشكل موروثات بشرية مليئة بالتناقض ، فأحدنا لم يعش في تلك الفترة النبوية ولم يشهد المعجزات ولم يسمع أقوال النبي (ص)  ..

بطبيعة الحال وكنتيجة منطقية فقد دخل على الإسلام ما دخل وخرج منه ما خرج في إطار تلك المنظومات المتناقضة والمتعددة ..

اليوم حين نقول "إسلام" فنحن لا نعني نسخة واحدة ولا مفهوما واحداً ، بل عدة نسخ إسلامية متباينة وعدة مفاهيم يصل بها الأمر أحياناً إلى تكفير بعضها الآخر باسم الإسلام !

وبالتأكيد ليست جميع النسخ الإسلامية تتوافق مع الإنسانية ، فداعش كنموذج إسلامي متطرف و وحشي بعيد كل البعد عن الإنسانية ولا يمت لذلك المفهوم بأي صلة !

ومع اعتقادي بأنه يمكن إصدار نسخة إنسانية من الإسلام ، لأنه كإرث فيه الجانب الإنساني العالي الذي يناقض بطبيعته الجانب الإرثي الوحشي التي تعتمد عليه الجهات المتطرفة كداعش على سبيل المثال ، إلا إننا نلحظ غياباً تاماً لوجود هذا النموذج الإنساني على أرض الواقع الذي يناقض داعشاً ؛ حتى يتم تقديمه لحاضرنا ويؤسس لمستقبلنا كمجتمعات مسلمة وإلى العالم كمكوّن عقدي وبشري فاعل ومؤثر ، بل لا يزال المسلمون اليوم يعيشون تحت وطأة الصراعات الداخلية والتخلف والجهل وفي مؤخرة التقدم العالمي والنهضة البشرية العصرية ..

فإن كنا حريصين على صورة الإسلام كما ندعي ، فعلينا جميعا تصحيح ومراجعة تراثنا بوعي ، والانشغال بتجاوز الإرث البالي وغير المناسب ، والتخلي عن الدوغمائية الدينية إلى أبعد مدى ، والعيش كمجتمع إنساني عصري دون التمسك بالعودة للوراء ١٤٠٠ عاما !
والانطلاق بصورة إسلامية متسامحة وإنسانية ، أساسها المحبة وتقبل الاختلاف والحريات الفردية ، وتحييد التسلط الديني عن الشأن العام والخاص ، وإعطاء المؤسسات الدينية مكانتها المناسبة وموقعها الطبعي في المشهد الإنساني المعاصر ، بلا مزايدات ولا تخوين ولا تكفير ، بذلك نكون قد امتطينا ظهر الخطوة الأولى نحو الإسلام الصحيح والحياة .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق