الجمعة، 22 نوفمبر 2024

ازدواجية المعايير في السعودية

 عندما تتحدث السعودية عن احترام حقوق الإنسان وتستعرض وجهها المتسامح أمام العالم، فإنها تفعل ذلك بكل تزييف لا تعكس واقعنا كمواطنين!


‏هذه الازدواجية في المعايير، التي تجمع بين خطاب خارجي منفتح وممارسات داخلية متشددة، ليست مجرد تناقض عابر، بل هي تجربة شخصية مرّة عشتها وأجبرتني على ترك وطني!


‏كيف يمكن لدولة تستضيف أحداثًا ترفيهية عالمية، وتسمح لشخصيات مثل جينيفر لوبيز بالظهور بملابس لا يمكن لأي امرأة سعودية ارتداؤها دون مواجهة العقاب، أن تدعي احترامها للحريات!؟


‏كيف تُرحب المملكة بمصمم أزياء مثلي الجنس مثل لورانس روش وتحتفي به، بينما يعاقب المواطن السعودي المثلي أو الكويري لمجرد اختلاف مظهره أو ميوله!؟


‏هذا التناقض الصارخ ليس مجرد صورة إعلامية!


‏بل هو واقع تفرضه الأنظمة على المواطنين، حيث تُقيد الحريات الشخصية، وتُستغل قوانين مثل “الذوق العام” و”الضوابط الشرعية” كأدوات للقمع والعقاب!


‏كنت واحدًا من هؤلاء المواطنين الضحايا، واجهت السجن لمدة عام بسبب دفاعي عن حقوق الإنسان، لا سيما حقوق مجتمع +LGBTQ، وهو ما اضطرني إلى الهجرة بحثًا عن حياة كريمة وحرية للتعبير!


‏إعلان السعودية ترحيبها بأفراد مجتمع LGBTQ خلال استضافة كأس العالم 2034 هو انعكاس آخر لهذه السياسة المزدوجة،

‏كيف يمكن لدولة تُجرّم مجتمع الميم عين داخليًا وتعاقبهم أن تدعو الغرب لزيارتها وتزعم التسامح؟ هذه الرسائل المتناقضة تُظهر وجهين: وجه ليبرالي للغرب ووجه متشدد يُفرض على المواطنين!


‏إن حرية التعبير، وحقوق الإنسان، والكرامة هي أساس جودة الحياة الحقيقية، لكن في السعودية تُمنح هذه “الجودة” للأجانب فقط من أمثال كريستيانو رونالدو وعشيقته جورجينا ومشاهير مثل جينيفر لوبيز ولورانس روش وغيرهم..


‏بينما يُترك المواطنون أمثالي يعانون من الاضطهاد والقيود!


‏هذه السياسات المتناقضة والازدواجية لا تعكس فقط أزمة في احترام الحريات والحقوق، بل تُشكل خطرًا على مستقبل أجيال كاملة تُحرم من حقها في العيش بحرية داخل وطنها..


‏لقد غادرت السعودية صحيح لكن لا يمكنني أن أصمت!

‏غادرتها رغم حبي لها من القهر الذي تعرضت له وحرماني من حقوقي وحريتي لا سيما حرية التعبير عن نفسي..

‏سأستمر في رفع صوتي كمواطن سعودي يدعو إلى القيم الإنسانية عالميًا، لأن هذه الأصوات هي الأمل الوحيد لتغيير هذا الواقع السعودي المتناقض!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق