الجمعة، 22 نوفمبر 2024

حقوق الأطفال من LGBTQ+

 


لاحظتُ مؤخرًا تصاعد الجدل حول قرار منع تقديم أي علاجات طبية للقاصرين غير المتطابقين في هويتهم الجندرية مع جنسهم المحدد وقت الولادة،

‏للأسف كثير من التأييد لهذا القرار مبني على معلومات غير دقيقة، وهو يعكس سوء فهم عميق لهذه القضية الحساسة..


‏ما يغيب عن أذهان المؤيدين لهذا القرار هو الأثر النفسي المدمر لهذه الرسائل السلبية على الأطفال والمراهقين، التي تُشعرهم بعدم الترحيب بهم في أسرهم ومجتمعاتهم!


‏- الكثير ينكرون أو يجهلون أن هناك بالفعل أطفالًا يمرون بتجارب عدم مطابقة لهويتهم الجندرية مع جنسهم المحدد وقت الولادة، وهذا ليس خيالًا أو تأليفا..

‏هناك عدة أبحاث ودراسات توثق تجارب هؤلاء الأطفال وتظهر كيف يشعرون بهوياتهم منذ سن مبكرة، التجاهل أو الإنكار لوجود هذه الفئة هو نوع من العنف الذي يؤثر عليهم نفسياً واجتماعياً، ويساهم في تفاقم معاناتهم!


‏- حق الأطفال في الرعاية الصحية هو حق أساسي بما فيهم الأطفال من LGBTQ+ ويشمل أيضًا الحصول على علاجات واهتمام طبي حسب احتياجاتهم الجسدية والنفسية..

‏هؤلاء الأطفال لديهم حق في الرعاية التي تتيح لهم فرصة العيش بكرامة وانسجام مع ذواتهم، وتجاهل هذه الحاجة الطبية يُعد إهمالًا متعمدًا ويعرّض حياتهم وسلامتهم للخطر..


‏- عدة دراسات أظهرت أن الأطفال الترانسجندر الذين يتلقون الرعاية الطبية والدعم اللازم يظهرون معدلات أقل من الاكتئاب والانتحار مقارنة بأقرانهم الذين يُحرمون من هذه الرعاية!


‏على سبيل المثال، دراسة أجرتها The Trevor Project عام 2022 أظهرت أن الدعم الطبي والرعاية الصحية يقللان من خطر الانتحار بنسبة 40% بين هؤلاء الأطفال المختلفين جندريا..


‏رفض تقديم العلاجات والرعاية الطبية يؤذي الصحة النفسية لهؤلاء الأطفال ويعرضهم لمشاكل نفسية عميقة قد تستمر طوال حياتهم..


‏- هذا النوع من العلاجات لا يُقدّم عشوائيًا أو بناءً على رغبة مؤقتة، بل يتم عبر تشخيص طبي صارم يتضمن فريقًا من المتخصصين في الصحة النفسية وطب الأطفال وطب الغدد الصماء، الذين يعملون على تقييم شامل لحالة الطفل وأسرته..

‏وما تزال عمليات المراقبة والتشخيص في هذا المجال تتقدم وتتحسن طالما أن هناك حرية طبية على أسس منهجية،

‏تقييد صلاحية الأطباء ومنعهم من تقديم هذه العلاجات هو تدخل غير مبرر في صلاحياتهم ويحد من دورهم في تقديم الرعاية الصحية بناءً على أسس علمية..


‏- الأطفال غير المتطابقين في هويتهم الجندرية مع جنسهم المحدد وقت الولادة، لا يحتاجون إلى مزيد من القيود أو الإنكار، بل يحتاجون إلى بيئة عائلية واجتماعية آمنة قادرة على التعاطف والدعم وتوفير الرعاية الصحية المناسبة!


‏إنكار وجودهم وتجاهل حقوقهم وحاجاتهم يُعرض حياتهم للخطر ويُعمق معاناتهم ويحرمهم من العيش بعدالة وكرامة ونمو جنساني يتناسب مع طبيعتهم وتفردهم..


‏علينا جميعا رفض التدخلات السياسية أو الثقافية أو الدينية على حساب حقوق الأفراد لا سيما الأطفال من LGBTQ+

‏وتعزيز التثقيف بقضاياهم فالقضية هنا ليست حول رأي أو انحياز لأحزاب سياسية أو ثقافة اجتماعية ودينية أو أحكام مسبقة، بل تتعلق بحقوق الإنسان وصحة الطفل ورفاهيته..

‏استخدام قوانين تحد من خيارات الرعاية الصحية للأطفال ليس إلا محاولة لفرض سيطرة سياسية أو ثقافية أو دينية على حياة وأجساد الأطفال وحقوقهم!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق