عندما هاجرت إلى الولايات المتحدة العام الماضي، جئت حاملًا حلمًا بالحرية والعدالة، وأملًا في الانضمام إلى مجتمع يقوم على القيم التي طالما ألهمتني وتمنيتها في وطني الأم!
اعتبرت كاليفورنيا ملاذًا يعكس هذه المبادئ، حيث إن قيم المساواة وحقوق الإنسان تُحترم وتُعزز..
صحيح أني أميل إلى دعم الحزب الديمقراطي لما يتبناه من قيم في حقوق الإنسان، لكن مع خسارته في الانتخابات الأخيرة، ازدادت قناعتي بأن وحدة الشعب الأمريكي لا تتحدد بقيم حزبية!
بل بقيم أسمى مثل الحرية، والعدالة، والمساواة..
هذه القيم هي التي توحد الأمريكيين، وهي التي تجعل من الولايات المتحدة أمة قوية لا تهتز بتغير القيادة أو بتبدل الأحزاب!
اليوم، وفي ظل استقطاب سياسي متزايد، من المناسب أن نتذكر أن الإعلام المنحاز والخطابات الحزبية قد تحاول تقسيم الأمريكيين وتوجيه آرائهم..
لكنها لا يجب أن تؤثر على وحدتهم!
كثير من السياسيين والحزبيين يتعاملون مع السياسة كأنها حرب..
حيث ينظرون إلى الحزب الآخر كعدو لا كشريك في وطن واحد!
غير مكترثين بما يتركه ذلك من انقسامات في النسيج الوطني الأمريكي..
متجاهلين حقيقة أن الشعب الأمريكي هو من يحكم الولايات المتحدة الأمريكية، وليس هذا الحزب أو ذاك الذي يحظى بفترات رئاسية مؤقتة!
الفوز والخسارة جزء من اللعبة السياسية التي لا تعني شيئًا أمام إرادة الشعب وقيمه الجوهرية..
لذلك أعتبر أن التواصل مع الآخرين، حتى أولئك الذين يحملون آراءً ومواقفًا سياسية مختلفة، هو حجر الأساس للتفاهم وبناء مجتمع متماسك..
آمل من الأمريكيين تجاوز الخلافات السياسية سعيا لفهم بعضهم البعض، لأن القوة الحقيقية للشعب الأمريكي تكمن في وحدته، التي يجب ألا تتأثر بالصراعات الحزبية أو الأجندات الإعلامية!
فالتقدم الحقيقي يأتي من الإيمان بالقيم المشتركة والوحدة التي لا تهزها رياح السياسة..
رغم أنني لم أحصل على الجنسية الأمريكية بعد، لكني اخترت منذ وصولي أن أكون جزءًا من هذه الروح الأمريكية التي تحتضن الجميع بغض النظر عن اختلافاتهم أو انتماءاتهم!
أؤمن أن إرادة الشعب الأمريكي في التوحد أقوى من أي انقسام، وأن أمريكا التي اخترت أن أنتمي إليها هي تلك التي تجمعها القيم السامية، لا السياسات المتغيرة والمتقلبة..
لذلك آمل أن أكون جزءا من شعب واحد متنوع ومتعدد، واضع تطلعاته للحرية والعدالة والمساواة فوق كل اعتبار وأعلى من أي حزب..
أحببت الولايات المتحدة الأمريكية ليس لأن حاكمها من الحزب الديمقراطي، وبالتأكيد لن أكرهها لأن حاكمها أصبح جمهوري!
أحببتها بسبب القيم والمبادئ الجوهرية والإنسانية التي آمنت بها وقامت عليها وما زالت تعمل من خلالها سعيا لمصلحة الوطن الأمريكي وليس مصلحة ذاك الحزب أو هذا الرئيس..
🇺🇸🤍🇺🇸
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق