الجمعة، 22 نوفمبر 2024

بعد الانتخابات: تأملاتي كمهاجر حديث في الروح الأمريكية 🇺🇸🤍🇺🇸



‏عندما هاجرت إلى الولايات المتحدة العام الماضي، جئت حاملًا حلمًا بالحرية والعدالة، وأملًا في الانضمام إلى مجتمع يقوم على القيم التي طالما ألهمتني وتمنيتها في وطني الأم!


‏اعتبرت كاليفورنيا ملاذًا يعكس هذه المبادئ، حيث إن قيم المساواة وحقوق الإنسان تُحترم وتُعزز..


‏صحيح أني أميل إلى دعم الحزب الديمقراطي لما يتبناه من قيم في حقوق الإنسان، لكن مع خسارته في الانتخابات الأخيرة، ازدادت قناعتي بأن وحدة الشعب الأمريكي لا تتحدد بقيم حزبية!


‏بل بقيم أسمى مثل الحرية، والعدالة، والمساواة.. 


‏هذه القيم هي التي توحد الأمريكيين، وهي التي تجعل من الولايات المتحدة أمة قوية لا تهتز بتغير القيادة أو بتبدل الأحزاب!


‏اليوم، وفي ظل استقطاب سياسي متزايد، من المناسب أن نتذكر أن الإعلام المنحاز والخطابات الحزبية قد تحاول تقسيم الأمريكيين وتوجيه آرائهم..


‏لكنها لا يجب أن تؤثر على وحدتهم!


‏كثير من السياسيين والحزبيين يتعاملون مع السياسة كأنها حرب..


‏حيث ينظرون إلى الحزب الآخر كعدو لا كشريك في وطن واحد!


‏غير مكترثين بما يتركه ذلك من انقسامات في النسيج الوطني الأمريكي..


‏متجاهلين حقيقة أن الشعب الأمريكي هو من يحكم الولايات المتحدة الأمريكية، وليس هذا الحزب أو ذاك الذي يحظى بفترات رئاسية مؤقتة!


‏الفوز والخسارة جزء من اللعبة السياسية التي لا تعني شيئًا أمام إرادة الشعب وقيمه الجوهرية..


‏لذلك أعتبر أن التواصل مع الآخرين، حتى أولئك الذين يحملون آراءً ومواقفًا سياسية مختلفة، هو حجر الأساس للتفاهم وبناء مجتمع متماسك..


‏آمل من الأمريكيين تجاوز الخلافات السياسية سعيا لفهم بعضهم البعض، لأن القوة الحقيقية للشعب الأمريكي تكمن في وحدته، التي يجب ألا تتأثر بالصراعات الحزبية أو الأجندات الإعلامية!

‏فالتقدم الحقيقي يأتي من الإيمان بالقيم المشتركة والوحدة التي لا تهزها رياح السياسة..


‏رغم أنني لم أحصل على الجنسية الأمريكية بعد، لكني اخترت منذ وصولي أن أكون جزءًا من هذه الروح الأمريكية التي تحتضن الجميع بغض النظر عن اختلافاتهم أو انتماءاتهم!


‏أؤمن أن إرادة الشعب الأمريكي في التوحد أقوى من أي انقسام، وأن أمريكا التي اخترت أن أنتمي إليها هي تلك التي تجمعها القيم السامية، لا السياسات المتغيرة والمتقلبة..


‏لذلك آمل أن أكون جزءا من شعب واحد متنوع ومتعدد، واضع تطلعاته للحرية والعدالة والمساواة فوق كل اعتبار وأعلى من أي حزب..


‏أحببت الولايات المتحدة الأمريكية ليس لأن حاكمها من الحزب الديمقراطي، وبالتأكيد لن أكرهها لأن حاكمها أصبح جمهوري!


‏أحببتها بسبب القيم والمبادئ الجوهرية والإنسانية التي آمنت بها وقامت عليها وما زالت تعمل من خلالها سعيا لمصلحة الوطن الأمريكي وليس مصلحة ذاك الحزب أو هذا الرئيس..

‏🇺🇸🤍🇺🇸

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق