الجمعة، 22 نوفمبر 2024

خلاص انسى!

 


‏من أكثر التعليقات التي تصلني 


‏"خلاص إنسى"


‏ولكن كيف أنسى!؟

‏كيف أنسى عامًا كاملاً من عمري!؟

‏عامًا انتُزِع فيه كل شيء مني!؟

‏حتى إحساسي بإنسانيتي!؟


‏كيف أنسى أربعين يومًا في زنزانة انفرادية عبارة عن غرفة مرحاض أنام فيها على البلاط!؟

‏لا أعرف فيها الليل من النهار ولا أعرف متى ينتهي هذا الكابوس!؟

‏كنت وحيدًا محاطًا بالجدران التي تخنق صوتي، أصارع نفسي المليئة بمشاعر الخوف والقهر والعجز!


‏كيف أنسى لحظة خروجي من تلك الزنزانة لأجد نفسي في عنبر مليء بالمجرمين!؟

‏أجبرت على العيش معهم، والتعامل مع عالم غريب لم يكن لي مكان فيه، شعرت أني غريب حتى عن نفسي!؟


‏كيف أنسى الأغلال والسلاسل التي جُررت بها، تترك جروحًا في يدي وقدمي، وكأنها تريد أن تخبرني بأن كرامتي لم تعد لي، أني مجرد رقم في قائمة!

‏كنت أسير وأنا أشعر أن كل خطوة تسلبني جزءًا من روحي..


‏كيف أنسى محكمة لم ترَني سوى متهم، وقاضيًا تجاهل حقي، وأصدر حكمه بإدانتي بناءً على اتهامات ظالمة، دون أن ينصف حقوقي ويرد الظلم والانتهاك الواقع علي!؟


‏كيف أنسى عامًا كان كل يوم فيه أطول من العام نفسه، عامًا حفر في قلبي وجسدي وذاكرتي ألمًا لا يُنسى!؟


‏أنا لم أغادر السعودية لأتجاهل كل هذا، ولم أتركها لأنسى!


‏غادرت لأن حقي أن أعيش بكرامة، لكن واقعًا قلبي ما زال متعلقًا بوطن حلمت أن يحتضنني يومًا ما دون خوف أو ظلم..


‏غادرت لأرفع صوتي عاليًا، ولأقول إنني أستحق العودة لوطني والعيش معززًا مكرمًا، لا مطاردًا أو مدانًا أو خائفًا..


‏كيف أنسى!؟

‏لا يمكنني أن أنسى لأن النسيان هو خيانة لنفسي وللحقيقة، والحقيقة هي أنني عانيت وتألمت ظلمًا، وأريد لهذا الألم أن يكون نورًا في نفسي يضيء طريقي نحو الأمل بالتغيير،

‏لي ولكل من يعاني أو عانى مثلي!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق