من أكثر التعليقات التي تصلني
"خلاص إنسى"
ولكن كيف أنسى!؟
كيف أنسى عامًا كاملاً من عمري!؟
عامًا انتُزِع فيه كل شيء مني!؟
حتى إحساسي بإنسانيتي!؟
كيف أنسى أربعين يومًا في زنزانة انفرادية عبارة عن غرفة مرحاض أنام فيها على البلاط!؟
لا أعرف فيها الليل من النهار ولا أعرف متى ينتهي هذا الكابوس!؟
كنت وحيدًا محاطًا بالجدران التي تخنق صوتي، أصارع نفسي المليئة بمشاعر الخوف والقهر والعجز!
كيف أنسى لحظة خروجي من تلك الزنزانة لأجد نفسي في عنبر مليء بالمجرمين!؟
أجبرت على العيش معهم، والتعامل مع عالم غريب لم يكن لي مكان فيه، شعرت أني غريب حتى عن نفسي!؟
كيف أنسى الأغلال والسلاسل التي جُررت بها، تترك جروحًا في يدي وقدمي، وكأنها تريد أن تخبرني بأن كرامتي لم تعد لي، أني مجرد رقم في قائمة!
كنت أسير وأنا أشعر أن كل خطوة تسلبني جزءًا من روحي..
كيف أنسى محكمة لم ترَني سوى متهم، وقاضيًا تجاهل حقي، وأصدر حكمه بإدانتي بناءً على اتهامات ظالمة، دون أن ينصف حقوقي ويرد الظلم والانتهاك الواقع علي!؟
كيف أنسى عامًا كان كل يوم فيه أطول من العام نفسه، عامًا حفر في قلبي وجسدي وذاكرتي ألمًا لا يُنسى!؟
أنا لم أغادر السعودية لأتجاهل كل هذا، ولم أتركها لأنسى!
غادرت لأن حقي أن أعيش بكرامة، لكن واقعًا قلبي ما زال متعلقًا بوطن حلمت أن يحتضنني يومًا ما دون خوف أو ظلم..
غادرت لأرفع صوتي عاليًا، ولأقول إنني أستحق العودة لوطني والعيش معززًا مكرمًا، لا مطاردًا أو مدانًا أو خائفًا..
كيف أنسى!؟
لا يمكنني أن أنسى لأن النسيان هو خيانة لنفسي وللحقيقة، والحقيقة هي أنني عانيت وتألمت ظلمًا، وأريد لهذا الألم أن يكون نورًا في نفسي يضيء طريقي نحو الأمل بالتغيير،
لي ولكل من يعاني أو عانى مثلي!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق